وإذًا, فالفرق بين الإضمار قبل الذكر الموجب للضعف، وبين الإضمار قبل الذكر الذي جعل من قبيل تقدم المرجع حكما, وجود النكتة في الثاني دون الأول. على أنهم قالوا: إذا قصدت النكتة في مثل المثال المذكور، وأن الغرض من تأخير المفعول هو البيان بعد الإبهام كما في "نعم وبئس" لم يبعد أن يكون فصيحا, غير أن الشأن في مثل هذا التركيب ألا تلتمس له نكتة، بخلاف الشأن في باب نعم وبئس وغيرهما مما قدم فيه المرجع حكما ا. هـ.

وكالإضمار قبل الذكر في تعطيل الكلام من حلية الفصاحة؛ لضعف تأليفه, الإتيان بالضمير متصلا بعد "ألا"، ونصب المضارع بدون ناصب مذكور في الكلام, فالأول كما في قول الشاعر:

وما علينا إذا ما كنت جارتنا ... ألا يجاورنا إلاك ديار

يريد أن يقول: إن غاية ما أرجوه من متع الحياة أن أكون بجوارك, فإذا حظينا بهذه الأمنية، فقد نلنا كل شيء، فلا يعنينا بعد ذلك ألا يجاورنا أحد.

والأصل: إلا إياك. والثاني كما في قول الشاعر:

قبيح من الإنسان ينسى عيوبه ... ويذكر عيبا في أخيه قد اختفى

أي: أن ينسى, وأن يذكر.

التعقيد: هو أن يكون الكلام خفي الدلالة على المعنى المراد لخلل واقع فيه1. وهو نوعان: لفظي ومعنوي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015