ندقهم [1] من خلفهم وأمامهم ... وعارضهم فوج من الريح قاصف
يخالسنهم أنفاسهم ونفوسهم ... ولم ينج إلا التابعون الروادف [2]
كأنهم غب العقاب [3] هشيمة ... من الصيف تذريه الرياح الرفارف
وكان شفاء لو ثوى في عقابها ... نفيل وللآجال آت وصارف
فأجابه نفيل بن حبيب الخثعمي فقال: (البسيط)
ماذا يريك عقابي لو ظفرت به ... يا ابن الوحيد من الآيات والعبر
قلنا المغمس [4] يوما ثم ليلته ... في عالج كثؤاج [5] النيب والبقر
حتى رأينا شعاع الشمس تستره ... طير كرجل جراد طار منتشر
يرميننا مقبلات ثم مدبرة ... بحاصب من سواد [6] الأفق كالمطر
وأشعل [7] الحبش لا تلوي على أحد ... وعارضتنا زحوف [8] الريح عن يسر
كبّا لأذقاننا والريح تدبرنا ... لا نتقي [9] الشر من ريح ولا حجر
فزلّ منا شديد لا طباخ [10] به ... ومات أكثر ذاك الجيش بالعسر [11]
كأنهم نجلات [12] الضأن نائمة ... وبالمتون من الحبشان كالدبر