ويقال: إن سيل إضم جحفهم [1] فذهب بهم، ثم وليت حجابة البيت إياد فكان أمر البيت إلى رجل منهم يقال له وكيع بن سلمة بن زهر [2] بن إياد وبنى صرحا بأسفل مكة عند سوق الحناطيين [3] اليوم وجعل فيه أمة له يقال لها الحزورة فبها سميت حزورة [4] مكة، وجعل فيها سلّما فكان يرقاه ويقول بزعمه: إني أناجي الله عز وجل، وكان ينطق بكثير من الخير يقوله وقد أكثر فيه علماء العرب، فكان أكثر ما [5] قيل [6] فيه إنه [7] كان صدّيقا من الصدّيقين وكان [8] يتكهن ويقول: ومرضعة [9] وفاطمة ووادعة [10] وقاصمة والقطيعة والفجيعة وصلة الرحم وحسن الكلم زعم ربكم ليجزين بالخير ثوابا وبالشر عقابا، وكان يقول: من في الأرض عبيد لمن في السماء، هلكت جرهم وربلت [11] إياد وكذلك الصلاح والفساد، حتى إذا حضرته الوفاة جمع إيادا ثم قال: اسمعوا وصيتي، الكلام كلمتان، والأمر بعد البيان، من رشد فاتبعوه ومن غوى فارفضوه، وكل شاة معلقة برجلها [12] ، فكان أول من قالها فأرسلها مثلا، فمات وكيع ونعي على رؤوس [13] الجبال، فقال بشر [14] بن الحجير [15] :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015