وقد جمع أبو الطيب الكثير الطويل في الموجز القليل فهو أحق بما أخذ.
وقال المتنبي:
يخفي العداوة وهي غير خفيَّةٍ ... نظر العدوّ بما أسرَّ يبوحُ
هذا كقول القائل:
تبين لك العينان ما القلبُ كاتِمٌ ... وما جنَّ بالبغضاء والنَّظر الشَّزر
قال ابن المعتز:
أَلاَ رب من ينأى عليّ بوده ... ويزعمُ أني ظالم وهو أظلمُ
ويا ربّ من يخفي العداوة صدرهُ ... وتظهر عيناهُ الذي كان يكتمُ
وهذه معانٍ متساوية، وقد كتب سليمان بن وهب في فصل من كلامه: نبو الطرف عنوان الشر.
وقال المتنبي:
وخشيتُ منك على البلادِ وأهلها ... ما كان أنذرَ قوم نوحٍ نوحُ
هذا يساوي قول ابن الرومي:
يجود حتى يقول المفرطون له ... قد كاد أن يختلف الطوفان طوفان
وقال ابن الرومي:
أريحيّ تخاف بائقةُ الطو ... ن من بطن كفه أن تبوقا
وكل هذا يدخل في باب المساواة.
وقال المتنبي:
عجزٌ بِحُرٍّ فاقةٌ ووراءَهُ ... رزُق الإِله وبابك المفتُوحُ
وهو من قول أبي تمام:
بها ليلٌ لو عاينت فيض أكفهم ... تيقنت أن الرزقَ في الأرضِ واسعُ
وهما متقاربان في معناهما ومبناهما.
وقال المتنبي:
وذكيّ رائحة الرياض كلامها ... تبغي الثناء على الحيا فتفوحُ
قال ابن الرومي: