فخبر أن ظباه البيض تنشدهم وأن الممدوح هو نصب المنايا وهو غير منشود لا تطلبه السيوف هيبة من حاملها له وقد صحح أبو الطيب من ذكر الضلال والنشدان فرجح كلامه.
وقال المتنبي:
وأنكَ بالأمسِ كُنت مُحْتلماً ... شَيخَ مَعدّ وأنتَ أمردها
يريد بانك بانك، وأنشد سيبويه:
ويوماً تُوافِينا بوجْهٍ مُقسّمٍ ... كأنْ ظبيه تعطو إلى وَارق السلمْ
في قول من نصب ظبيه وفيه قبح لأنّ الإضمار يرّد الأشياء إلى أصولها والأصل الثقيلة، ولو قال وأنت بالأمس استراح من تعسف الإعراب ولكنه يؤثره في إخباره أنه كان محتلماً شيخ معد ما يغني عن قوله: وأنت أمردها، ويكفي بقوله:
وأنتَ أمردها ع ... نْ ذكر مُحْتلمٍ
وليس هذا من الحشو الحسن بل كقول أبي العيال الهذلي.
ذَكْرتُ أخي فَعاودني ... صِداعُ الرأس والوصَب
فذكر الرأس بعد الصداع حشو يستغني عنه.