قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ»،قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلاَ أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قَالَ: «إِذًا يَتَّكِلُوا» وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا" (?).
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَدِيفَهُ عَلَى الرَّحْلِ فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ».قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَهَا ثَلَاثًا - مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ، قَالَ: يَا رَسُولَ أَلَا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قَالَ: إِذًا يَتَّكِلُوا. فَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا " (?)
وعَنِ الأَوْزَاعِيِّ، وَالزُّهْرِيِّ، قَالا: حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ، يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَأَصَابَ النَّاسَ مَخْمَصَةٌ، فَاسْتَأْذَنَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي نَحْرِ بَعْضِ ظَهْرِهِمْ، فَهَمَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِذَا نَحَرْنَا ظَهَرْنَا ثُمَّ، لَقِينَا عَدُوَّنَا غَدًا، وَنَحْنُ جِيَاعٌ رِجَالٌ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:مَا تَرَى يَا عُمَرُ؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ، ثُمَّ تَدْعُوَ فِيهَا بِالْبَرَكَةِ، فَإِنَّ اللَّهَ سَيُبَلِّغُنَا بِدَعْوَتِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَكَأَنَّمَا كَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ غِطَاءٌ فَكُشِفَ، قَالَ: فَدَعَا بِثَوْبٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَبُسِطَ، ثُمَّ دَعَا النَّاسَ بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ، قَالَ: فَجَاؤُوا بِمَا كَانَ عِنْدَهُمْ، قَالَ: فَمَنِ النَّاسِ مَنْ جَاءَ بِالْحَفْنَةِ مِنَ الطَّعَامِ أَوِ الْحَثْيَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ جَاءَ بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -،فَوُضِعَ عَلَى ذَلِكَ الثَّوْبِ، ثُمَّ دَعَا فِيهِ بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَكَلَّمَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، ثُمَّ نَادَى فِي الْجَيْشِ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ فَأَكَلُوا، وَطَعِمُوا، وَمَلَئُوا أَوْعِيَتَهُمْ، وَمَزَاوِدَهُمْ، ثُمَّ دَعَا رَكْوَةً فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ دَعَا بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ فَصُبَّ فِيهَا، ثُمَّ مَجَّ فِيهِ، وَتَكَلَّمَ بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، وَأَدْخَلَ كَفَّهُ فِيهَا، فَأَقْسَمَ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ أَصَابِعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - تَفْجُرُ يَنَابِيعُ مِنَ