فِي الْعلم وَالدّين وَجب أَن يكون الْكَلَام بِعلم وَعدل وَلَا بِجَهْل وظلم

فَإِن الْعدْل وَاجِب لكل أحد على كل أحد فِي كل حَال وَالظُّلم محرم مُطلقًا لَا يُبَاح قطّ بِحَال قَالَ تَعَالَى (وَلَا يجرمنكم شنآن قوم على أَلا تعدلوا اعدلوا هُوَ أقرب للتقوى)

فَإِذا كَانَ البغض الَّذِي أَمر الله بِهِ قد نهى صَاحبه أَن يظلم من يبغضه فَكيف فِي بغض مُسلم بِتَأْوِيل وشبهة أَو بهوى نفس فَهُوَ أَحَق أَن لَا يظلم بل يعدل عَلَيْهِ

وَأَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَق من عدل عَلَيْهِم فِي القَوْل وَالْعَمَل وَالْعدْل مِمَّا اتّفق أهل الأَرْض على مدحه ومحبته وَالثنَاء على أَهله ومحبتهم

وَالظُّلم مِمَّا اتّفق على ذمه وتقبيحه وذم أَهله وبغضهم وَالْمَقْصُود أَن الحكم بِالْعَدْلِ وَاجِب مُطلقًا فِي كل زمَان وَمَكَان على كل أحد وَلكُل أحد وَالْحكم بِمَا أنزل الله على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ عدل خَاص وَهُوَ أكمل أَنْوَاع الْعدْل وأحسنها وَالْحكم بِهِ وَاجِب على النَّبِي وكل من اتبعهُ وَمن لم يلْتَزم حكم الله وَرَسُوله فَهُوَ كَافِر وَهَذَا وَاجِب على الْأمة فِي كل مَا تنازعت فِيهِ من الْأُمُور الإعتقادية والعملية قَالَ تَعَالَى (فَإِن تنازعتم فِي شَيْء فَردُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُول) فالأمور الْمُشْتَركَة بَين الْأمة لَا يحكم فِيهَا إِلَّا الْكتاب وَالسّنة لَيْسَ لأحد أَن يلْزم النَّاس بقول عَالم وَلَا أَمِير وَلَا شيخ وَلَا ملك وَقد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقُضَاة ثَلَاثَة قاضيان فِي النَّار وقاضيان فِي الْجنَّة

فَمن علم الْحق وَقضى بِهِ فَهُوَ فِي الْجنَّة وَمن علم الْحق وَقضى بِخِلَافِهِ فَهُوَ فِي النَّار وَمن قضى للنَّاس على جهل فَهُوَ فِي النَّار

وَإِذا حكم بِعلم وَعدل فَإِذا اجْتهد فَأصَاب فَلهُ أَجْرَانِ وَإِذا اجْتهد فَأَخْطَأَ فَلهُ أجر كَمَا ثَبت ذَلِك فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من وَجْهَيْن

وَإِذا وَجب فِيمَا شجر بَين الْمُؤمنِينَ أَن لَا يتَكَلَّم إِلَّا بِعلم وَعدل وَيرد ذَلِك إِلَى الله وَالرَّسُول فَذَاك فِي أَمر الصَّحَابَة أظهر والرافضة سلكوا فِي الصَّحَابَة مَسْلَك التَّفَرُّق فوالوا بَعضهم وغلوا فِيهِ وعادوا بَعضهم وغلوا فِي معاداته وَهَذَا كُله من التَّفَرُّق والتشيع الَّذِي نهى الله عَنهُ وَرَسُوله فَقَالَ تَعَالَى (إِن الَّذين فرقوا دينهم وَكَانُوا شيعًا لست مِنْهُم فِي شَيْء) وَقَالَ تَعَالَى (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِين تفَرقُوا وَاخْتلفُوا من بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015