كَذَّاب سَاقِط
وَقَالَ ابْن حبَان وضوح الْكَذِب فِيهِ أظهر من أَن يحْتَاج إِلَى الإغراق فِي وَصفه
النَّوْع الثَّانِي مَا هُوَ صدق وَأكْثر هَذِه الْأُمُور لَهُم فِيهَا معاذير تخرجها عَن أَن تكون ذنوبا وتجعلها من موارد الإجتهاد الَّتِي إِن أصَاب الْمُجْتَهد فِيهَا فَلهُ أَجْرَانِ وَإِن أَخطَأ فَلهُ أجر
وَعَامة الْمَنْقُول الثَّابِت عَن الْخُلَفَاء الرَّاشِدين من هَذَا الْبَاب وَمَا قدر من هَذِه الْأُمُور ذَنبا محققا فَإِن ذَلِك لَا يقْدَح فِيمَا علم من فضائلهم وسوابقهم وكونهم من أهل الْجنَّة لِأَن الذَّنب الْمُحَقق يرْتَفع عِقَابه فِي الْآخِرَة بِأَسْبَاب مُتعَدِّدَة مِنْهَا التَّوْبَة الماحية وَقد ثَبت عَن أَئِمَّة الإمامية أَنهم تَابُوا من الذُّنُوب الْمَعْرُوفَة عَنْهُم
وَمِنْهَا الْحَسَنَات الماحية للذنوب فَإِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات وَقد قَالَ تَعَالَى (إِن تجتنبوا كَبَائِر مَا تنهون عَنهُ نكفر عَنْكُم سَيِّئَاتكُمْ) وَمِنْهَا المصائب المكفرة وَمِنْهَا دُعَاء الْمُؤمنِينَ بَعضهم لبَعض وشفاعة نَبِيّهم
فَمَا من ذَنْب يسْقط بِهِ الذَّم وَالْعِقَاب عَن أحد من الْأمة إِلَّا وَالصَّحَابَة أَحَق بذلك فهم أَحَق بِكُل مدح وَنفي كل ذمّ مِمَّن بعدهمْ من الْأمة
وَنحن نذْكر قَاعِدَة جَامِعَة فِي هَذَا الْبَاب لَهُم ولسائر الْأمة فَنَقُول
لَا بُد أَن يكون مَعَ الْإِنْسَان أصُول كُلية يرد إِلَيْهَا الجزئيات ليَتَكَلَّم بِعلم وَعدل ثمَّ يعرف الجزئيات كَيفَ وَقعت وَإِلَّا فَيبقى فِي كذب وَجَهل بالجزئيات وَجَهل وظلم فِي الكليات فيتولد فَسَاد عَظِيم
وَالنَّاس قد تكلمُوا فِي تصويب الْمُجْتَهدين وتخطئتهم وتأثيمهم وَعدم تأثيمهم فِي مسَائِل الْفُرُوع وَالْأُصُول
وَنحن نذْكر أصولا جَامِعَة نافعة
الأَصْل الأول أَنه هَل يُمكن كل أحد أَن يعرف بإجتهاده الْحق فِي كل مَسْأَلَة فِيهَا نزاع وَإِذا لم يُمكنهُ فاجتهد واستفرغ وَسعه فَلم يصل إِلَى الْحق بل قَالَ مَا اعْتقد أَنه هُوَ الْحق فِي نفس الْأَمر وَلم يكن هُوَ الْحق فِي نفس الْأَمر هَل يسْتَحق أَن يُعَاقب أم لَا هَذَا أصل هَذِه الْمسَائِل
وَلِلنَّاسِ فِي هَذَا الأَصْل ثَلَاثَة أَقْوَال كل قَول عَلَيْهِ طَائِفَة من النظار الأول قَول من يَقُول إِن الله قد نصب على الْحق فِي كل مَسْأَلَة دَلِيلا يعرف بِهِ يُمكن كل من اجْتهد واستفرغ وَسعه أَن يعرف الْحق وكل من لم يعرف