وَلمُسلم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لنسوة من الْأَنْصَار: "لَا يَمُوتُ لِإِحْدَاكُنَّ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَحْتَسِبَهُ إِلَّا دَخَلَتِ الْجنَّة" فَقَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ: "أَو اثْنَان يَا رَسُول الله؟ " قَالَ: "أَو اثْنَانِ".

وَفِي أُخْرَى لَهُ أَيْضًا قَالَ: أَتَت امْرَأَة بصَبيٍّ لَهَا، فَقَالَت: "يَا نَبِيَّ الله: ادْع الله لي فَلَقَد دفنتُ ثَلَاثَة" فَقَالَ: "أدَفَنْتِ ثَلَاثَةً؟ " قَالَت: "نعم" قَالَ: "لَقَدِ احْتَظَرْتِ بِحظارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ".

"الحظار" - بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة، وبالظاء الْمُعْجَمَة - هُوَ الْحَائِط يَجْعَل حول الشَّيْء، كالسُّور الْمَانِع، وَمَعْنَاهُ: لقد احتميت، وتحصَّنْتِ من النَّار بحمىً عَظِيمٍ، وحصن حُصَيْن.

1181 - وَعَن أبي حَسَّان رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: قلت لأبي هُرَيْرَة: إِنَّه قد مَاتَ لي ابْنَانِ فَمَا أَنْت مُحَدِّثي عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحَدِيث يُطيِّبُ أَنْفُسنَا عَن مَوتَانا؟ قَالَ: "نعم، صِغَارُهم دَعاميصُ الْجنَّة يَتَلَقَّى أحَدهم أَبَاهُ - أَو قَالَ أَبَوَيْهِ - فَيَأْخُذ بِثَوْبِهِ - أَو قَالَ: بِيَدِهِ - كَمَا آخُذُ أَنا بصنَفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا، فَلَا يتناهى - أَو قَالَ: يَنْتَهِي - حَتَّى يُدْخلهُ الله وأباه الْجنَّة" رَوَاهُ مُسلم.

"الدَّعَامِيصُ" - بِفَتْح الدَّال - جمع دُعْمُوص - بضَمهَا - وَهِي دُوَيْبَة صَغِيرَة يضْرب لَوْنهَا إِلَى السوَاد تكون فِي الغُدْرانِ إِذا نَشِفَتْ، شبه الطِّفْل بهَا فِي الْجنَّة لصغره، وَسُرْعَة حركته، وَقيل: هُوَ اسْم للرجل الزوَّار للملوك الكثير الدُّخُول عَلَيْهِم وَالْخُرُوج لَا يتَوَقَّف على إِذن مِنْهُم، وَلَا يخَاف أَيْن ذهب من دِيَارهمْ شبه طِفْل الْجنَّة بِهِ لِكَثْرَة ذَهَابه فِي الْجنَّة حَيْثُ شَاءَ لَا يُمْنَعُ من بَيت فِيهَا وَلَا مَوضِع، وَهَذَا قَول ظَاهر، وَالله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015