وتتماته، فإذا أقر ثم امتنع عن شيء من الفرائض جَحْداً أو تهاونا - على تفصيل الخلاف فيه - حكَمْنَا عليه بالكفر، وعدم دخول الجنة، وهذا القول أيضًا قريب.
وقالت طائفة أُخرى: التلفظ بكلمة التوحيد سببٌ يقتضي دخول الجنة والنجاة من النار، بشرط أن يأتي بالفرائض، ويجتنب الكبائر؛ فإن لم يأتِ بالفرائض، ولم يجتنب الكبائر لم يمنعه التلفظ بكلمة التوحيد من دخول النار، وهذا قريب مما قبله، أو هو هو، وقد بسطنا الكلام على هذا، والخلاف فيه، في غير ما موضع من كُتبنا، والله سبحانه وتعالى أعلم.
860 - وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"مَا قَالَ عَبْدٌ: لَا إلهَ إِلَّا اللهُ قَطُّ مُخْلِصاً إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ ابْوَابُ السَّمَاءَ حَتَّى يُفْضِيَ إلى الْعَرْشِ، مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ".
رواه الترمذي، وقال: حديث حسن غريب (?).
861 - وعن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إلهَ إِلَّا اللهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلهِ".
رواه ابن ماجه، والنسائي، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، كلهم من طريق طلحة بن خراش (?) عنه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
862 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"جَدِّدُوا إِيمَانَكُمْ" قيل: يا رسول الله، وكيف نُجَدِّدُ إيماننا؟ قال: "أَكْثِرُوا منْ قَوْلِ: لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ".