وإن كان المشركون أكثر من ضعفهم لم أحِبَّ لهم أن يولوا، ولا يستوجبون السخط عندي من الله (?) لو وَلَّوْا عنهم على غير التحرف للقتال، أو التحيز إلى فئة، وهذا مذهب ابن عباس المشهور عنه.

الترغيب في الغزاة في البحر وأنها أفضل من عشر غزوات في البر

733 - عن أَنس - رضي الله عنه - أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدخل على أُم حَرَام بنت مِلْحَان فتطعمه، وكانت "أُم حَرَام" تحت "عُبَادة بن الصامت" - رضي الله عنه -، فدخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأَطعمته، ثم جلست تفلي رأْسه، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم استيقظ وهو يضحك. قالت: فقلت: يا رسول الله، ما يضحكك؟ قال:

"نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ، مُلُوكًا عَلَى الأَسِرَّةِ، أَوْ مِثْلَ المُلُوكِ عَلَى الأَسِرَّةِ".

قالت: فقلت: يا رسول الله، ادْعُ الله أَن يجعلني منهم، فَدَعَا لها، ثم وضع رأْسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال:

"نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللهِ" كما قال في الأَولى، قالت: فقُلت: يا رسول الله، ادْعُ الله أَن يجعلني منهم؟ قال: "أنت من الأَولين".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015