730 - وعن شَدَّاد بن الهاد - رضي الله عنه - أن رجلاً من الأعراب جاءَ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمن به واتَّبَعه، ثم قال: أهاجر معك، فأَوصي به النبي - صلى الله عليه وسلم - بعضَ أَصحابه.
فلما كانت غزاته غنم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقسم وقَسَم له، فأَعطي أصحابه ما قسم له، وكان يَرْعَي ظهرهم، فلما جاءَ دفعوه إليه؛ فقال: ما هذا؟ قالوا: قسم قسمه لك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأَخذه، فجاءَ به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما هذا؟. قال: "قَسَمْتُهُ لَكَ".
قال: ما على هذا اتَّبَعْتُكَ، ولكن اتبعتك على أن أَرمي إلى ها هنا وأشار إلى حَلْقِه - بسهم، فأَموت، فأَدخل الجنة؛ فقال:
"إنْ تَصْدُقِ اللهَ يَصْدُقْكَ".
فلبثوا قليلا، ثم نهضوا إلى قتال العدو، فأُتي به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحْمَل، قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أهُوَ هُوَ؟ " قال: نعم، قال: "صَدَقَ اللهَ فَصَدقَهُ".
ثم كَفَّنَه النبي - صلى الله عليه وسلم - في جُبَّته التي عليه، ثم قدمه فصلى عليه، وكان، مما ظهر من صلاته:
"اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ، خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ، فَقُتِلَ شَهِيدًا، أنَا شَهِيدٌ عَلَى ذَلِكَ".
رواه النسائي.
731 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مَا مِنْ غَازِيَةٍ - أوْ سَرِيَّةٍ - تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ يَسْلَمُونَ،