فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيق الهجْرَةِ، فَقَالَ لَهُ: تُهَاجِرُ وتَذَرُ دَارَكَ وَأرْضَكَ وَسَمَاءَكَ؟ فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ.
فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ: تُجَاهِدُ وَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالمَالِ فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ فَتُنْكَحُ المَرْأةُ، وَيُقْسَمُ المَالُ؟ فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَمَنْ فَعَلَ ذَلكَ فَمَاتَ. . كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ!، وَإنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ!، وَإِنْ وَقَصَتْهُ دَابَّةٌ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ".
رواه النسائي، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي.
713 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: مر رجل من أصحاب رسول الله بشِعْب فيه عُيينة (?) من ماءٍ عَذْبة فأَعجبته، فقال: لو اعتزلْت الناس فأَقمتُ في هذا الشِّعْب؟! ولن أفعل حتى أستأْذِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
"لَا تَفْعَلْ، فَإنَّ مَقَامَ أحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى أفْضَلُ مِنْ صَلاتِهِ فِي بَيْتِهِ سَبْعِينَ عَامًا. ألَا تُحِبُّونَ أنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ، وَيُدخِلَكُمُ الجَنَّةَ؟ اغْزُوا فِي سَبِبلِ اللهِ، مَنْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ فُوَاقَ نَاقَةٍ وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةَ".
رواه الترمذي (?)، وقال: حديث حسن، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم (?)، ورواه أحمد من حديث أبى أمامة أطْوَلَ منه، إلا أنه قال: "وَلَمُقَامُ أَحَدِكُمْ في الصَّفِّ خَيْرٌ مِنْ صَلاتَهَ سِتِّينَ سَنَةً".
"فُوَاق الناقة": هو ما بين رفع يدك عن ضَرْعها وقت الحلب ووَضْعها، وقيل: هو ما بين الحلبتين.