429 - وعن أبى عبد الرحمن عَوْف بن مالك الأَشجعي - رضي الله عنه - قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعة، أو ثمانية، أو سبعة، فقال:

" ألَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وكنا حَدِيثِي عهدٍ ببيعة - فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال، ألَا تُبَايِعُونَ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟ فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك؟

قال: أنْ تَعْبُدُوا اللهَ، وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وَالصَّلَوَات الْخَمْسِ، وَتُطِيعُوا، وَأسَر كلِمَةً خَفِيَّةً، وَلا تَسْأَلُوا النَّاسَ" فَلَقَدْ رَأيْتُ بَعضَ أولئِكَ النَّفَرِ يَسْقطُ سَوْطُ أحَدهمْ؛ فَمَا يَسْألُ أحَداً يُنَاوِلُهُ إيَّاهُ.

رواه مسلم، والترمذي، والنسائي باختصار.

430 - وعن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: سأَلت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني, ثم سأَلته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال:

" يَا حَكيمُ! هذا المالُ خَضِرٌ حُلْوٌ، فَمَنْ أخَذَهُ بِسَخَاوَةٍ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أخَذَهُ بإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كالّذي يَأَكُلُ ولا يَشْبَعُ، والْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفَلى ".

قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرْزَأ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا، فكان أبو بكر - رضي الله عنه - يدعو حكيما ليعطيه العطاءَ، فيأبى أن يقبل منه شيئًا، ثم إن عمر - رضي الله عنه - دعاه ليعطيه فأبي أن يقبله، فقال: يا معشر المسلمين، أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حَقّه الذي قسم الله له في هذا الفَيْءَ، فيأبى أن يأخذه، ولم يرزأ حكيم (?) أَحداً من الناس بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى توفي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015