رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال، ومن فتنة عذاب القبر، ثم قال: "أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا حذر أمته، وسأحدثكم بحديث لم يحذره نبي أمته: إنه أعور، وإن الله ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن، فأما فتنة القبر فبي يفتنون، وعني يسألون، فإذا كان الرجل الصالح أجلس في قبره غير فزع ولا مشعوف، ثم يقال له: فما كنت تقول في الإسلام؟ فيقال: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: محمد رسول الله جاء بالبينات من عند الله، فصدقناه، فيفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله، ثمّ تفرج إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك منها، ويقال: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله، وإذا كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعا مشعوفا، فيقال له: فما كنت تقول؟ سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا، فيفرج له فرجة إلى الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك، ثمّ يفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، ويقال: هذا مقعدك منها، على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله، ثمّ يعذب" رواه أحمد بإسناد صحيح (?) قوله: "غير مشعوف" -هو بشين معجمة بعدها عين مهملة وآخره فاء- قال أهل اللغة: الشعف هو الفزع حتى يذهب بالقلب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015