وفي رواية لأبي داود: ((ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ)) (?) .
والحديث الأول فيه عطاء الخراساني، فيه كلام. والحديث الثاني منقطع.
وعلى كل حال: فليس في ذلك ما يدل على أن التضمخ بالخلوق يختص بالميت، بل هو عام؛ بل ظاهره يدل على أن المراد به الحي.
فائدة
حديث عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأسماء بنت أبي بكر: ((إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يري منها إلا هذا وهذا، وأشار إلي وجهه وكفيه)) (?) : ضعيف من وجوه ثلاثة:
الأول: أنه منقطع؛ لأن راويه عن عائشة- وهو خالد بن دريك- لم يدركها؛ قاله أبو داود (ص 383ج2) تحت عنوان ((باب فيما تبدي المرأة من زينتها)) .
الثاني: أن في إسناده سعيد بن بشير الأزدي؛ ضعفه الإمام أحمد، وابن معين، وابن المديني، والنسائي.
الثالث: أنه إن كان قبل نزول آية الحجاب، فلا دليل فيه على جواز كشف الوجه واليدين، وإن كان بعد الحجاب، فهو بعيد جداً، لأن أسماء ولدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، فيكون لها عند نزول آية الحجاب نحو ثلاث وثلاثين سنة، ويبعد من مثلها أن تأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثياب رقاق فيعرض عنها.
فالحديث إذن ضعيف سنداً ومتناً؛ فلا يحتج به، وتترك الأحاديث