قال مؤلف الكتاب: هي سنة أربع عشرة من البعثة، وهي سنة أربع وثلاثين من ملك كسرى أبرويز، وسنة تسع لهرقل.
وأول هذه السنة المحرم، وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقيما في المحرم بمكة لم يخرج منها، وكأن رسول الله صلي اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ قد أمر أصحابه بالخروج إلى المدينة، فخرجوا إرسالا في المحرم وقد/ كان جماعة خرجوا في ذي الحجة وصدروا المشركين يحتسبون بالاهتمام بأمره والتحيل له، فاجتمعوا في دار الندوة- وهي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمرا إلا فيها- يتشاورون ما يصنعون في أمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين خافوه.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: [2] لَمَّا اجْتَمَعُوا [3] لِذَلِكَ وَاتَّعَدُوا أَنْ يَدْخُلُوا دَارَ النَّدْوَةِ يَتَشَاوَرُونَ فِيهَا فِي أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [4] ، غَدُوا فِي الْيَوْمِ الَّذِي اتَّعَدُوا لَه، فَاعْتَرَضَهُمْ إِبْلِيسُ فِي صورة شيخ [5] جليل،