الموصل الغلاء وفي ما حولها وأنهم استسقوا فلم يسقوا وأما دجلة فما رأيت فيها زيادة ولا انقطع الجسر طول السنة وهلك من الزرع ما كان سقيه بالمطر وأجدبت واسط فكانوا ينقلون الطعام من بغداد إليها فمنع ذلك وصار الخبز الحواري كل ستة أرطال بقيراط والشعير كل أربعة أرطال بحبة وهم على حذر من الغلاء الشديد هذا والناس يحصدون.
وجاء رجل إلى بغداد في رمضان فذكر أنه يضرب بالسيف والسكين فلا يعمل فيه ولكن ذكروا أن ذلك سيفه وسكينه خاصة وكان يقول لهم أنا مشعبذ.
وفي ليلة الجمعة رابع عشرين رمضان: كبس بالكرخ على رجل يقال له أبو السعادات ابن قرايا كان ينشد على الدكاكين ويقال أنه كان يذكر على العوني [1] وغيره من الرفض فوجدوا عنده كتبا كثيرة فيها سب الصحابة وتلقيفهم فأخذ فقطع لسانه بكرة الجمعة وقطعت يده ثم حط إلى الشط ليحمل إلى المارستان فضربه العوام بالآجر في الطريق فهرب إلى الشط فجعل يسبح وهم يضربونه حتى مات ثم أخرجوه وأحرقوه ثم رمي باقيه إلى الماء فطفا بعد أيام فقالت العامة ما رضيته السمك وقالت العامة فيه الشعر الكثير المسمى بكان وكان [فقال بعضهم:
زوروا الشبيك وخلوا ... سرداب سامرا
السنة خل المشبه حامض ... وقعت فيه هراك
ما رأيتم ابن قرايا رأيا ظهر فيه معجزة ان ردت بل وتقدم هذا عقوبة ذاك] [2] ثم تتبع [3] جماعة من الروافض فجعلوا يحرقون كتبا عندهم من غير أن يطلع عليها مخافة أن ينم عليهم وخمدت جمرتهم بمرة وصاروا أذل من اليهود.
وفي ليلة السبت تاسع/ عشرين رمضان: حضر الجماعة على طبق صاحب 121/ أالمخزن فتكلم ابن البغدادي الفقيه فقال ان عائشة قاتلت عليا عليه السلام فصارت من جملة البغاة فتقدم صاحب المخزن بإقامته من مكانه ووكل به في المخزن وكتب إلى أمير