منذ سارت به الركائب سوى تذكر محاسنه التي تأدبت بجزيل آدابها ولا شغل منذ دعا البين فأجابه غير التفكير في فضائله التي تشبثت بفواضل أهدابها والابتهاج بوصف مشاهدته من خلائفه الزهر، والافتخار بمودته على أبناء الدهر، وإن كان ما ينتهي إليه اسطاعتي من الثناء عليه قد تناقله قبلي الرواة، وغنى طربا بذكره الحداة فإنني جئت مثنيا على خلاله [1] الرضية ما نسوه، وذاكرا من أفعاله المرضية كل صالح لم يذكروه.
فأجابه بجواب كتبت منه كلمات مستحسنة، وهي: كتبت إلى حضرة سيدنا مد الله في عمره امتداد أملي فيه، وأدام علوه دوام بره لمعتفيه، وحرس نعماه حراسة الأدب بناديه [2] ، وكبت أعداءه كبت الجدب نبت أياديه، على سلامة سلمت بتأميل إيابه، وعافية عفت لولا قراءة كتابه:
وإني وحقك مذ بنت عنك ... قلبي حزين ودمعي هتون
وأخلف ظني صبر معين ... وشاهد شكواي دمع معين
وللَّه أيامنا الخاليا ... ت لو رد سالف دهر حنين
وإني لأرعى عهود الصفاء ... ويكلؤها لك سر مصون
وأحفظ ودك عن قادح ... وود الأكارم علق ثمين
ولم لا ونحن كمثل اليدين ... وأنت بفضلك منها اليمين
إذا قلت أسلوك قال الغرام ... هيهات ذلك ما لا يكون
وهل في سلو له مطمع ... وصبري خؤون وودي أمين
من أهل همذان، رحل إلى البلاد، وكتب الحديث الكثير فسمع وجمع، وكان يروي عن جده علي بن الحسين/ الحسيني أشعارا منها: 151/ ب
وما لك من دنياك إلا بليغة ... تزجى بها يوما وتقضي بها ليلا