المكوس والضرائب، وكان حسن السيرة فدخل عليه رجلان يقال لاحدهما ابن عمارة.
والآخر ابن أبي قيراط يطلبان ضمان المكوس التي أزيلت بمائة ألف دينار، فرفع أمرهما إلى السلطان، فشهرا في البلد مسودين الوجوه وحبسا، فلم يتمكن أعداؤه مما يريدون منه فأوحشوا بينه وبين قراسنقر صاحب آذربيجان، فأقبل قراسنقر في العساكر العظيمة، وقال: إما حمل رأسه إلي أو الحرب، فخوفوا السلطان من حادثة لا تتلافي الفسخ، ففسح لهم في قتله على كره شديد فقتله تتر الحاجب [1] بيده من شدة حنقه، وحمل رأسه إلى قراسنقر.
وفي هذه السنة: قدم المغربي الواعظ، وكان يتكلم في الأعزية فأشير عليه بعقد مجلس الوعظ فوعظ، وكان ينشد بتطريب، وينده بالسجوع [2] ، فنفق على الناس نفاقا كثيرا فتأثر الغزنوي بذلك، ومنعه من الجلوس فتعصب له أقوام فأطلق في الجلوس واركب فرس وزير السلطان فطيف به في الأسواق، وأبيح له الجلوس أين شاء وقرر له الجلوس في دار السلطان، فيقال إن الغزنوي احتال حتى لم يقع ذلك.
[3] :
ولد سنة ستين، وسمع ابن النقور، وابن أبي عثمان، وعاصما. وكان شيخا صالحا مستورا، وسماعه صحيح، وحدث وتوفي في صفر هذه السنة، ودفن بباب حرب.
[4] :