وكان عفيفا متشاغلا بالعلوم، غزير الأدب، مليح الصورة، توفي في هذه السنة وعمره ثمان وثلاثون سنة، ومدة ولايته النقابة اثنتا عشرة سنة وثلاثة أشهر، وولى بعده أخوه أبو الحسن علي.
[2] :
كان كريما، ذا ذمام عفيفا من الزنا والفواحش، كأن عليه رقيبا من الصيانة، ولم يتزوج على زوجته قط ولا تسرى، وقيل: أنه لم يشرب مسكرا ولا سمع غناء ولا قصد التسوق في طعام، ولا صادر أحدا من أصحابه، وكان تاريخ العرب والأماجد كرما ووفاء، وكانت داره ببغداد حرم الخائفين، فلما خرج سرخاب الحاجب عن طاعة السلطان محمد التجأ إليه فأجاره، ثم طلبه السلطان منه فلم يسلمه، فجاء السلطان محاربا له على ما سبق ذكره في هذه السنة وهو ابن خمس وخمسين سنة، وكانت إمارته اثنتين وعشرين سنة غير أيام، وحمل فدفن في مشهد الحسين عليه السلام.