وفيها جرى لجكرميش- وكان من مماليك جلال الدولة ملك شاه، ثم صارت الجزيرة والخابور بيده- أن جماعة من السواد أتوه يشكون من عمالهم، فعمل دعوة اشتملت على ألف رأس من الغنم والبقر وغير ذلك من الدجاج والحلواء، ولم يحضر الخبز ثم دعا وجوه العسكر فعجبوا إذ لم يروا خبزا، وقالوا: ما السبب في هذا؟ فقال:
الخبز إنما يجيء من الزرع، والزرع إنما يكون بعمارة السواد، وقد أضررتم بأهل إقطاعكم فاستغلوه الآن انتم بتحصيل الطعام، فعملوا بالتوصية وتابوا.
وفي هذه السنة: عم الرخص كثيرا ببغداد في الطعام وفي الفواكه.
[1] :
وزير السلطان بركيارق، قتلته الباطنية بباب أصبهان.
رحل في طلب الحديث، وعنى بجمعه وسمع الكثير، وكان فيه دين وعبادة وزهد يصلي بالليل، لكنه روى ما لم يسمع فافسد ما سمع، وكان المؤتمن أبو نصر يقول: هو كذاب.
توفي هذه السنة وقد جاوز السبعين.
[2] :
شيخ صالح، سمع أبا القاسم بن بشران، وروى عنه شيخنا عبد الوهاب، وقال:
كان يخرب فبر أبي بكر الخطيب، ويقول: كان كثير التحامل على أصحابنا يعني الحنابلة، إلى أن رأيته يوما وأخذت الفأس من يده، وقلت: هذا كان رجلا حافظا إماما