على سؤال أمير المؤمنين أن يأذن لي في الحج، وأنت شفيعي إليه وأسألك أن تحفظني في مغيبي كما تحفظني في مشهدي، وأخذت عليه الأيمان أن يتوفر على مصالحها، فلما استوثقت منه استنهضته، فدخل على الخليفة فرآه مسجى فأجهش بالبكاء، وأحضروا ولي العهد المستظهر فعرّفوه الحال وعزوه عن المصيبة، وهنئوه بالخلافة، وبايعوه.
فقد بان بما ذكرنا أنه من حوادث هذه السنة موت المقتدي وخلافة المستظهر.
قال شيخنا أبو الفضل بن ناصر: كانت ببغداد زلزلة في محرم سنة سبع وثمانين بين العشائين، فحدث بعدها موت المقتدي، وخروج تتش وقتله، ومجيء بركيارق إلى بغداد [1] ، وغير ذلك من الفتن والحروب وغلاء السعر.