فمن الحوادث فيها:
أن السلطان وصل إلى [إزاء] [1] القفص فعزم الخليفة على تلقيه، فاستعفى فأعفى من ذلك، فأخرج إليه الوزير أبو منصور، فلما دخل العسكر نزلوا في دور الناس وأخرجوهم، وأوقدوا أخشاب الدور لبرد عظيم كان، وكانوا يتعرضون لحرم الناس، حتى إن قوما من الأتراك صعدوا إلى جامات حمام ففتحوها وطالعوا النساء، ثم نزلوا فهجموا عليهن فأخذوا من أرادوا منهن، وخرج الباقيات عراة إلى الطريق، فاجتمع الناس وخلصوهن من أيديهم، فعلوا هذا بحمامين.
وجاء عميد الملك إلى دار الخلافة وخدم عن السلطان فأوصله الخليفة وخاطبه بالجميل، وأعطاه عدة أقطاع ثياب تشريفا له، وتردد الخطاب في نقل الجهة إلى دار المملكة، وبعث السلطان إلى الجهة بخاتمه، وكان ذهبا وعليه فص ماس وزنه درهمان، وبعث جبتين في سستحة [2] ، ولازم عميد الملك المطالبة بها حتى بات في الديوان، فكان مما قاله الخليفة: يا منصور بن محمد، أنت كنت تذكر أن الفرض في هذه الوصلة التشرف بها، والذكر الجميل، وكنا نقول لك: إننا ما نمتنع من ذاك إلا خوفا من المطالبة بالتسليم، وجرى ما قد علمته، ثم أخرجنا ابن المحلبان، وقرر [معكم] [3]