وورد كتاب من مصر أن ثلاثة من اللصوص نقبوا بعض الدور، فوجدوا عند الصباح موتى: أحدهم على باب النقب، والثاني على رأس الدرجة، والثالث على الثياب المكورة.
وفي هذه السنة: تقدم رئيس الرؤساء أبو القاسم علي بن الحسن ابن المسلمة بأن تنصب أعلام سود في الكرخ، فانزعج لذلك أهلها، وكان يجتهد في أذاهم وإنما كان يدفع منهم عميد الملك الكندري.
وفيها: هبت ريح شديدة، وارتفعت معها سحابة ترابية فأظلمت الدنيا، فاحتاج الناس في الأسواق إلى السرج.
وفيها: احتسب أبو منصور بن ناصر السياري [1] علي أهل الذمة، وألزمهم لبس الغيارات والعمائم المصبوغات، وذلك عن أمر السلطان، فصرفت ذلك عنهم خاتون ومنعت المحتسب.
وفي العشر الثاني من جمادى الآخرة: ظهر [2] في وقت السحر ذؤابة بيضاء طولها في رأي العين نحو عشرة اذرع، في عرض نحو الذراع، ومكثت على هذه الحال إلى 4/ أالنصف من رجب، ثم اضمحلت، وكانوا يقولون/ أنه طلع مثل هذا بمصر فملكت، وكذلك بغداد لما طلع هذا ملكت وخطب فيها للمصريين.
وفي عشية يوم الثلاثاء سلخ رمضان: خرج الناس لترائي هلال شوال فلم يروه، وصلى الناس التراويح علي عادتهم ونووا صوم غدهم، فلما كان بكرة يوم الأربعاء جاء الشريف أبو الحسين بن المهتدى المعروف: بالغريق الخطيب، وقد لبس سواده وسيفه ومنطقته، ووراءه المكبرون لابسين السواد علي هيئته إلى جامع دار الخلافة فرآه مغلقا، ففتحه ودخل وقال: اليوم يوم العيد، وقد رئي الهلال البارحة بباب البصرة، ورام الصلاة فيه، وجمع الناس به، وعرف رئيس الرؤساء الخبر فغاظه ذلك، وأحفظه أن لم يحضر الديوان العزيز ويطالعه بما كان وما تجدد في رؤية الهلال، فراسله واستحضره