أنوشروان [1] ، فلما رأى زرمهر ذلك [2] خرج بمن يتابعه [3] من الأشراف، فقتل من المزدكية ناسا كثيرا، ثُمَّ حرشت المزدكية قباذا عَلَى زرمهر فقتله، وغزا قباذ الروم، وبنى آمد، وملك قباذ ابنه كسرى، وكتب إليه [4] بذلك كتابا وختمه، وهلك بعد أن ملك ثلاثا وأربعين سنة [5]

. فصل

[6] ثم ملك ابنه كسرى أنوشروان بْن قباذ بْن فيروز بْن يزدجرد بْن بهرام جور [7] .

وولد أنوشروان باسعراس، وهي من كور نيسابور [8] .

فاستقبل الملك بجد وسياسة وحزم، ونظر فِي سيرة أردشير، فأخذ نفسه بذلك، وبحث في سياسات الأمم فاختار ما رضيه، وفرق رئاسة البلاد بين جماعة، وقوى المُقَاتِلة بالأسلحة والكراع، وارتجع بلادا كانت فِي [مملكة الفرس بلغه أن طائفة من العرب أغارت عَلَى بعض حدود] [9] السواد من ملكه، فأمر بحفر النهر المسمى بالحاجز، وإعادة المناظر والمسالح، على ما ذكرنا فِي أخبار ذي الأكتاف، وعرف الناس منه رأيا وحزما [10] وعلما وعقلا وبأسا مع رأفة ورحمة [11] .

فلما عقد التاج عَلَى رأسه دخل عَلَيْهِ العظماء والأشراف، فدعوا له، فقام خطيبا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015