لأنه كان يتخذ كل يوم حلتين من حلل الملوك، فإذا أمسى مزقهما واستبدل بهما من الغد أخريين، لأنه لم يكن يرى أحدا أهلا أن يلبس ثيابه. وهو ابن عامر ويلقب عامر: «ماء السماء بْن حارثة» وهو الغطريف بْن ثعلبة بْن امرئ القيس بْن مازن بْن الأزد [1] .

فاجتمع بالبحرين جماعة من قبائل العرب، فتحالفوا [عَلَى] [2] التنوخ [3]- وهو المقام- وتعاقدوا عَلَى [التوازر] [4] والتناصر، فضمهم [اسم] [5] تنوخ.

فدعا مالك بْن زهير جذيمة الأبرش بْن مالك بْن فهم أن يقيم معه، فأقام فزوجه أخته لميس [6] ابنة زهير.

وكان [7] هَذَا كله فِي أزمان [8] ملوك الطوائف الذين ملكهم الإسكندر، وفرق البلدان بينهم عند قتله دارا [بْن دارا ملك فارس، إِلَى أن ظهر أردشير بْن بابك] [9] ملك فارس عَلَى ملوك الطوائف، وقهرهم ودان له الناس، وضبط [له] [10] الملك.

وإنما سموا ملوك الطوائف، لأن كل ملك منهم كان ملكه قليلا من الأرض.

فتطلعت أنفس من كان بالبحرين من العرب إِلَى ريف العراق، وطمعوا فِي غلبة الأعاجم عَلَى ما يلي بلاد العرب منه، أو مشاركتهم فيه، فانقسموا فخرج كل رئيس من العرب بمن معه على قوم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015