قَالَ وهب بْن منبه: كَانَ عزير من السبايا التي سباها نصر من بَيْت المقدس، فرجع إِلَى الشَّام يبكي عَلَى فَقَدِ التوراة، فجاء ملك، فَقَالَ: صم وتطهر وطهر ثيابك وتعالى إِلَى هَذَا المكان. ففعل، فأتاه بإناء فِيهِ ماء فسقاه، فمثلت التوراة فِي صدره، فرجع عَلَى بَنِي إسرائيل فتلاها عَلَيْهِم وأقام فيهم مقيما بحق اللَّه، ثُمَّ توفاه.
قَالَ أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن المنادي: لما تلى عَلَيْهِم بَعْضهَا افتتنوا، فَقَالُوا مَا قَالُوا، فلما مَات بدلت، وَكَانَ المتولي لتبديلها ميخائيل تلميذ عزير، وَهُوَ رأس بابل كلها.
وقال غيره: لما خرب بَيْت المقدس أحرق التوراة وساق بَنِي إسرائيل إِلَى بابل، فذهبت التوراة، فجاء عزير فجددها لَهُمْ ودفعها إِلَى تلميذ لَهُ ومات، فذلك التلميذ زاد فِيهَا ونقص.
ويدل عَلَى تبديلها أَن فِيهَا أسفار موسى وَمَا جرى لَهُ، وكيف كَانَ موته ووصيته إِلَى يوشع، وحزن بَنِي إسرائيل عَلَيْهِ وغير ذَلِكَ مِمَّا لا يشكل عَلَى عاقل إنه لَيْسَ من كَلام اللَّه ولا من كَلام موسى، وَفِي أيدي السامرة توراة تخالف هذه الموجودة.
وَقَالَ دَاوُد بْن أَبِي هند: سأل عزير ربه عَنِ القدر، فأوحى اللَّه إِلَيْهِ: سألتني عَنْ علمي فعقوبتك أَن لا أسميك فِي الأنبياء، فلم يذكر من الأنبياء.
قَالَ علماء السير: لما بنى بَيْت المقدس أقام بنو إسرائيل أمرهم وكثروا إِلَى أَن غلبتهم الروم، فلم يكن لَهُمْ بَعْد ذَلِكَ جَمَاعَة.
ويقال: زرتيشت بْن سقيمان، وَقِيلَ: ابْن حركان بَعْد ثلاثين سَنَة من ملك بشتاسب، وَهُوَ الَّذِي يزعم المجوس/ أَنَّهُ نبيهم.
وَقَدْ زعم بَعْض أَهْل الكتاب أَنَّهُ كَانَ خادما لبعض تلامذة أرمياء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه كَانَ خاصا بِهِ، فخانه وكذب عَلَيْهِ، فدعى اللَّه عَلَيْهِ فبرص، فلحق بأذربيجان، وشرع بها دين المجوسية، ثُمَّ خرج منها متوجها نَحْو بشتاسب، وهو ببلخ [2] .