توفي أبو ثور فِي صفر هَذِهِ السنة ببغداد، ودفن فِي مقبرة باب الكنائس.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: قَالَ لي أبي: أين كنت؟ قلت: فِي جنازة أبي ثور، فَقَالَ: رحمه اللَّه إنه كَانَ/ فقيها [1] . 114/ ب
واسم أبي دؤاد الفرج، ويقال: دعمي [3] ، ويقال اسمه كنيته.
ولي أحمد قضاء القضاة للمعتصم، ثم للواثق، وَكَانَ موصوفا [4] بالسخاء [5] ، غير أنه عَلَى مذهب الجهمية، وحمل السلطان عَلَى امتحان الناس بخلق القرآن. لولا مَا فعل من ذلك لاجتمعت الألسن عَلَى مدحه، فإنه كَانَ قد ضم إِلَى علمه الكرم الواسع، فلم يكن لَهُ أخ من إخوانه إلا بنى لَهُ دارا، ثم وقف عَلَى ولده مَا يغنيهم أبدا، ولم يكن لأخ من إخوانه ولد إلا من جَارِية [هُوَ] [6] وهبها لَهُ وناوله رجل شسعا وقد انقطع شسع نعله فأعطاه خمسمَائة دينار [7] .
أَخْبَرَنَا [عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ] الْقَزَّازِ قَالَ: أخبرنا أحمد بن [علي بن] [8] ثابت قال: أخبرني محمد بن علي الصوري قَالَ: أَخْبَرَنَا الحسن بْن حامد الأديب قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن محمد بْن سَعِيد الموصلي قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن عليل قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى بْن السري الكاتب قَالَ: حدثني محمد بْن عبد الملك الزيات قَالَ: كَانَ رجل من ولد عمر بْن الخطاب لا يلقى ابْن أبي دؤاد وحده ولا [9] فِي محفل إلا لعنه ودعا عَلَيْهِ، وابن أبي دؤاد [10] لا يرد عَلَيْهِ شيئا، قَالَ محمد: فعرضت لذلك الرجل حاجة إلى