بمَا فِي هَذَا الكتاب، وإلزام فلان ابْن فلان هَذَا [وأومَا إِلَى الرخجي] [1] بمَا أقر به عندي من المال المذكور مبلغه فِي هَذَا الكتاب للمسلمين. فكتب الشهود خطوطهم، وأخذ القاضي الكتاب ومضى [2] ، وأخذ الرخجي يهزأ به ويقول: يَا أبا جعفر لقد بالغت فِي عقوبتي، قتلتني [3] ! قَالَ: إي والله!.
فكتب صاحب الخبر إِلَى المتوكل بمَا جرى، فأحضر وزيره وقال: أنا منذ زمَان أقول لك حاسب هَذَا الخائن، وأنت تدافع حَتَّى حفظ الله علينا أموالنا بقاضينا محمد بْن منصور، ورمى إِلَيْهِ بكتاب صاحب الخبر [قَالَ] : [4] اكتب الساعة بالقبض عَلَى الرخجي، فخرج الوزير وَهُوَ قلق لعنايته بالرخجي، وقال لكاتبه:
اكتب إليه: [يَا مسكين] [5] يَا مشئوم. مَا دعاك إِلَى معاداة القضاة وأنت مقتول إن لم تتلاف أمرك مَعَ القاضي.
فركب الرخجي إِلَى القاضي فحجبه، فرجع خجلا، فاحتال فدخل مَعَ بعض خواص القاضي بالليل، فصاح عَلَيْهِ [6] : اخرج عن داري فأكب عَلَى رأسه وبكى، فقام القاضي فاعتنقه وبكى [7] وقال: عزيز [8] علي ولا حيلة لي فقد نفذ الحكم! فنهض ونفذ بمن قبض عَلَيْهِ، ونصب القاضي من باع أملاك الرخجي وحمل ثمنها إِلَى بيت المال.
وفي هذه السنة: أمر المتوكل بسليمَان بْن إبراهيم بن الجنيد [9] فضرب بالأعمدة 85/ أحتى أقر بتسعين ألف دينار، فوجه/ معه مباركا المغربي إِلَى بغداد حَتَّى استخرجها من منزله، وجيء به فحبس [10] .