/ ثم أغمي عَلَيْهِ، فانتبه بصوت طائر على شجرة، وهو يَقُولُ:

ولقد زاد الفؤاد شجى ... هاتف يبكي على فننه

شاقه ما شاقني فبكى ... كلنا يبكي على سكنه

ثم أغمي عَلَيْهِ، وظنناها مثل الأولى، فحركته فإذا هو ميت [1] .

توفي العباس بن الأحنف في قول إبراهيم بن العباس الصولي في هذه السنة.

وقال عمر بن شبة: توفي سنة ثمان وثمانين. وقال غيره: بقي بعد الرشيد.

1053- عيسى بن جعفر بن أبي جعفر المنصور

[2] .

كان من وجوه بني هاشم وسراتهم، وولي إمارة البصرة، وخرج من بغداد يقصد الرشيد، وهو إذ ذاك بخراسان، فأدركه أجله بالدسكرة من طريق حلوان، فتوفي في هذه السنة.

1054- الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي

[3] .

أخو جعفر، ولد بالمدينة سنة سبع وأربعين ومائة، وأمه زبيدة بنت منين [4] بربرية، فأرضعته الخيزران، وأرضعت زبيدة أمه الرشيد أياما، فصارا رضيعين، وفي ذلك يقول مروان بن أَبِي حفصة يمدحه:

كفى لك فضلا أن أفضل حرة ... غذتك بثدي والخليفة واحد

لقد زنت يحيى في المشاهد كلها ... كما زان يحيى خالدا في المشاهد

[5] قال مؤلف الكتاب رحمه الله: كان الفضل أجود من أخيه جعفر، / وأندى راحة، إلا أنه كان فيه كبر شديد، وكان جعفر أطلق وجها، وأظهر بشرا، وكان الناس يؤثرون لقاء جعفر على لقاء الفضل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015