بكر بن أبي الدنيا قَالَ: حدثني خالد بن يزيد [1] الْأَزْدِيّ قَالَ: حدثني عبد الله بن يعقوب بْن دَاوُد قَالَ: قال أَبِي: حبسني المهدي في بئر وبنيت علي قبة، فمكثت فيها خمس عشرة سنة [2] حتى مضى صدر من خلافة الرشيد، وكان يدلى إلي كل يوم رغيف وكوز من ماء، وأوذن [3] بأوقات الصلوات، فلما كان في رأس ثلاث عشرة حجة أتاني آت في منامي فَقَالَ:

حنى على يوسف رب فأخرجه ... من قعر جب وبيت حوله غمم

قَالَ: فحمدت اللَّه، وقلت: أتى الفرج. قَالَ: فمكثت حولا لا أرى شيئا، فلما كان رأس الحول أتاني ذلك الآتي فقال [لي] : [4]

عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب

فيأمن خائف ويفك عان ... ويأتي أهله النائي الغريب

فلما أصبحت نوديت، فظننت أني أوذن [5] بالصلاة، فدلي لي حبل أسود، وقيل لي: اشدد به وسطك [6] ففعلت [فأخرجوني] [7] فلما قابلت الضوء عشي بصري، فانطلقوا [8] بي فأدخلوني على الرشيد/، فقيل لي: سلم على أمير المؤمنين. فقلت:

السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين المهدي. فَقَالَ: لست به. قُلْتُ:

السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته الهادي. قال: ولست به. قلت: السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. قال [9] : الرشيد. فقلت: الرشيد. فَقَالَ: يا يعقوب، إنه والله ما شفع فيك إلي أحد غير أني حملت الليلة صبية لي على عنقي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015