حمَّاد قَالَ: حدثنا ابن المبارك قَالَ: قدمت على معمر فسمعت منه وأمرت له بجارية وخمسين دينارا، ثم ودعته وخرجت، فلما كنت على مرحلة ذاكرني عنه إنسان بحديث لم أكن سمعته منه فقلت: لم أسمع منه هذا [1] ، فَقَالَ: ارجع فإنك منه قريب. فقلت:

بعد ما بررته لا أرجع فيكون عليه فيه غضاضة أن أرجع إليه بعد البر، حدثني أنت [2] عَنْه. فحدثني عَنْه.

قال الحاكم: وحدثنا محمد بن أيّوب قَالَ: أخبرنا أحمد بن عيسى قال: سمعت علي بن الحسن يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يَقُولُ. لا أرى لصاحب عشرة آلاف درهم أن يدع الكسب، فإنه إن لم يفعل لم آمن أن لا يعطف على جاره/ ولا يوسع على عياله.

قال الحاكم: وأخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المنذر قال: حدثني محمد بن إبراهيم الحدثي قَالَ: حدثني أبي عن رجل قد سماه كان ينزل عليه عبد الله بن المبارك في بعض ما كان ومعه إخوان لَهُ، فشكى إلي العزبة [3] وأمرني أن أشتري له جارية. قَالَ: فاشتريت له [جارية] [4] وعرضتها عليه فرضيها، وقَالَ: ابعث بها إلى المنزل. قَالَ: فأتيت بها أهلي فأقامت حتى حاضت وطهرت، فأخبرته بذلك فقال لي: ابعث بها الليلة، فأتيت بناتي فأخبرتهن، فقمن إليها فمشطنها وهيأنها. قَالَ:

فلما صلى العشاء الآخرة وجهتها إِلَيْهِ، فلما أصبحنا قَالَ للجارية: امضي إلى أهل فلان. قَالَ: فجاءت الجارية فسألتها بناتي وأمهن عن حالها فقالت: ما وضع يده عليّ، قَالَ: فغدوت إليه فقلت: يا أبا عبد الرَّحْمَن، شكوت إلي العزبة، وأمرتني فاشتريت لك جارية، وعرضتها عليك فرضيتها، وقامت بناتي فهيأنها، وإن أم فلان أخبرتني أنك لم تضع يدك عليها؟! قال: لي يا أبا [5] فلان، القول ما قلت لك من شدة العزبة، لكني لما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015