الأصفهاني، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن بْن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَر بْن الْحَسَن، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي عمران، قَالَ: سمعت حاتما الأصم يَقُول [1] :
كنا مَعَ شقيق البلخي ونحن مصافو الترك فِي يوم لا أرى فِيهِ إلا رءوسا تبدر وسيوفا تقطع، فَقَالَ لي شقيق ونحن بين الصفين: يا حاتم، كيف ترى نفسك فِي هَذَا اليوم؟
تراها مثلها في الليلة التي زفت إليك امرأتك، فقلت: لا والله، فَقَالَ: لكني والله أرى نفسي فِي هَذَا اليوم مثلها فِي الليلة الَّتِي زفت فِيهَا امرأتي. قَالَ: ثُمَّ نام بين الصفين ودرقته تحت رأسه حَتَّى سمعت غطيطه.
تُوُفِّيَ في هذه السنة، فاستقضي مكانه شريك بْن عَبْد اللَّه النخعي.
كَانَ عابدا ناسكا دائم البكاء، وَكَانَ أبوه روميا. [وتوفي عميرة فِي هَذَا السنة] [2] .
سكن اليمن وَقَالَ: طلبت العلم يوم مات الْحَسَن الْبَصْرِيّ، وسمعت من قتادة وأنا ابْن أربع عشرة سنة، فما من شيء سمعته فِي تلك السنين إلا وكأنه مكتوب فِي صدري.
وسمع من الزهري وغيره. وروى عنه الثوري، وابْن عيينة، وابْن المبارك.
وتوفي فِي هذه السنة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
كَانَ من وجوه بْني هاشم وأفاضلهم، وَهُوَ أخو مُحَمَّد، وجعفر. قدم بغداد فِي خلافة المنصور، فتوفي بها في هذه السنة.