735- عبد الكريم بن الحارث بن يزيد، أبو الحارث الحضرمي [1] :

روى عنه حيوة بن شريح، وابن لهيعة وغيرهما. وكان من العباد المجتهدين، فلو قيل إن الساعة تقوم غدا ما كان فيه فضل [لمزيد] [2] ، وقيل له: ما أحسن عزاءك عند المصائب، فقال: إني أوطن نفسي عليها قبل نزولها.

736- مليكة بنت المنكدر:

كانت عابدة مجتهدة وكلمت في الرفق بنفسها، فقالت: دعوني أبادر طي صحيفتي.

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصوفي، قال: أخبرنا ابن أبي صادق الحيري، قال: حدثنا ابن باكويه الشيرازي، قال: حدثني عيسى بن عمر بن عبد المؤمن، قال:

حدثنا أحمد بن محمد القرشي، قال: حدثنا إبراهيم بن عيسى، قال: حدثني موسى بن عبد الملك، أبو عبد الرحمن المروزي، قال: قال مالك بن دينار:

بينا أنا أطوف بالبيت إذا أنا بامرأة جهيرة في الحجر وهي تقول: أتيتك من شقة بعيدة مؤملة بمعروفك، فأنلني معروفا من معروفك تعينني به عن معروف من سواك يا معروفا بالمعروف. فعرفت أيوب السختياني وسألنا عن منزلها وقصدناها وسلمنا عليها، فقال لها أيوب السختياني: قولي خيرا يرحمك الله، قالت: وما أقول؟ أشكو إلى الله قلبي وهواي فقد أضراني وشغلاني عن عبادة ربي عز وجل، قوما فإني أبادر طي صحيفتي.

قال أيوب السختياني: فما حدثت نفسي بامرأة قبلها، فقلت لها: لو تزوجت رجلا كان يعينك على ما أنت عليه، قالت: لو كان مالك بن دينار أو أيوب السختياني ما أردته، فقلت: أنا مالك بن دينار وهذا أيوب السختياني، فقالت: أف لقد ظننت أنه يشغلكما ذكر الله سبحانه وتعالى عن محادثة النساء، وأقبلت على صلاتها، فسألت عنها، فقالوا: هذه مليكة بنت المنكدر.

توفيت مليكة رضي الله عنها في هذه السنة، وهي سنة ست وثلاثين ومائة، ودفنت بالمدينة، وقيل بمكة، والله عز [وجل أعلم] [3] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015