فقال الرشيد: هكذا حدثني أبو العباس ما غادر إسحاق من حديث أبيه حرفا واحدا، فاستكثروا من الاستماع منه، فنعم حامل العلم هو.
قال مؤلف الكتاب رحمه الله: واختلفوا في مقدار عمره على أربعة أقوال، أحدها: ثلاثون سنة، والثاني: إحدى وثلاثون، والثالث: ثمان وثلاثون، والرابع:
ثمان وعشرون.
فأما الصلاة، فإنه صلى عليه عيسى بن علي، دفن بالأنبار العتيقة في قصره، وكانت خلافته أربع سنين وثمانية أشهر ويومين، وقيل: وتسعة أشهر، منها ثمانية أشهر مشتغلا بقتال مروان بن محمد، وخلف تسع جباب وأربعة أقمصة، وخمس سراويل، وأربع طيالسة، وثلاثة مطارف خز.
ولد سنة ستين، ورأى عبد الله بن الحارث بن جزء، وكان عالما زاهدا. روى عن محمد بن إسحاق وغيره من أهل المدينة، وكان سليمان بن داود يقول: ما رأيت عيناي عالما زاهدا إلا عبيد الله بن أبي جعفر.
أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ، وأبي عمرو ابني عبد الله بن منده، عن أبيهما، قال: حدثنا أبو سعيد بن يونس الحافظ، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثني أبو شريح عبد الرحمن بن شريح، عن عبيد الله بن أبي جعفر، قال:
غزونا إلى قسطنطينية فانكسر مركبنا، فألقانا الموج على حشفة في البحر، وكنا خمسة أو ستة، فأنبت الله بعددنا ورقا، لكل رجل منا ورقة، فكنا نمصها فتشبعنا وتروينا، فإذا أمسينا أنبت الله لنا مكانها أخرى حتى مر بنا مركب، فحملنا.
توفي عبيد الله بمصر في هذه السنة. ويقال: في سنة اثنتين وثلاثين، وصلى [عليه] [2] أبو عون عبد الملك بن يزيد أمير مصر.