وصلب، فلما ظهر ولد العباس أخرج هشام من قبره فصلب. وكان قتل زيد في هذه السنة، وكان ابن اثنتين وأربعين سنة.
كان شديد الخوف والحياء من الله، لم يرفع رأسه إلى السماء أربعين سنة.
وكان يبكي حتى يبل ما حوله، فعوتب في بكائه، فقال: إذا ذكرت أهل النار وما ينزل بهم من العذاب تمثلت نفسي بينهم، فكيف لنفس تغل وتسحب في النار؟ ألا تبكي؟!.
وكان يقول: ارحم في الدنيا غرتي، وفي القبر وحدتي وطول مقامي غدا بين يديك.
وقال جعفر [بن سليمان] [2] : التقى ثابت وعطاء السليمي ثم افترقا، فلما كان وقت الهاجرة جاء عطاء فخرجت الجارية إليه فقالت: أخوك عطاء، فخرج إليه فقال: يا أخي في هذا الحر، قال: ظللت صائما فاشتد علي الحر، فذكرت [حر] [3] جهنم فأحببت أن تعينني على البكاء، فبكيا حتى سقطا.
قال جعفر: ولما مات عطاء رأيته في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال:
رحمني ووبخني وقال لي: يا عطاء، ما استحييت مني، تخافني ذلك الخوف كله، أما علمت أني أرحم الراحمين.
من أهل القرآن والفضل، توفي في هذه السنة وهو ابن مائة سنة وأربع سنين.
كانت له حلقة في مسجد رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وسلم، وكان يفتي، وكان كثير الحديث ثقة.
توفي بالمدينة في هذه السنة.