وسبب ذلك موجدة كانت من محمد بن علي [على] [2] شيعته بخراسان من أجل طاعتهم لخداش الّذي كان يكذب على محمد بن علي، فترك مكاتبتهم، فبعثوا سليمان بن كثير، فقدم عليه، فعنف أهل خراسان [فيما فعلوا.
ثم وجه محمد بن علي بن بكير بن ماهان إلى خراسان] [3] بعد منصرف سليمان يعلمهم أن خداشا حمل شيعته على غير منهاجه فتابوا من ذلك.
وكان لذلك أسباب منها: أنه اتخذ أموالا وحفرا، فبلغت عشرين ألف ألف، وكانوا يشيرون عليه أن يعرض بعضها [5] على هشام فلا يفعل. فبلغ ذلك هشاما، ثم بلغه أن خالدا استخف برجل من قريش، وكان يقول لابنه: ما أنت بدون مسلمة بن هشام؟ وكان خالد يذكر هشاما فيقول: ابن الحمقاء، وكانت أم هشام تستحمق. فكتب إليه هشام كتابا فيه غلظة، وقبح له استخفافه بقريش، وسبه في الكتاب. وعزم على عزله، وأخفى ذلك، فلما أحس طارق خليفة خالد بالأمر [6] ركب إلى خالد، فقال له: اركب إلى أمير المؤمنين فاعتذر إليه من شيء بلغه عنك، فقال: كيف أركب [7] إليه بغير إذنه؟
قال: فسر في عملك وأتقدمك، فأستأذنه لك، قال: ولا هذا، قال: فأذهب فأضمن لأمير المؤمنين جميع ما انكسر في هذه السنين، قال: وما مبلغه؟ قال: مائة ألف ألف، قال: ومن أين أجد هذا [8] ؟ والله ما أجد عشرة آلاف درهم، قال: نتحمل عنك ونفرق الباقي على العمال، قال: إني للئيم إن كنت سوغت قوما شيئا ثم أرجع فيه.