عبد الملك، فقال: ما تريد أن تصنع؟ قال: يا بني أقيل، قال: تقيل ولا ترد المظالم، فقال: أي بني [1] إني قد سهرت البارحة في أمر عمك سليمان، فإذا صليت الظهر رددت المظالم، قال: يا أمير المؤمنين، من لك أن تعيش إلى الظهر، قال: أدن مني أي بني.

فدنا منه فالتزمه وقبل بين عينيه وقال: الحمد للَّه الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني، فخرج ولم يقل.

أخبرنا [2] ابن ناصر، عن أبي القاسم وأبي عمر ابني عبد الله بن منده، عن أبيهما، قال: حدثنا أبو سعيد بن يونس، قال: حدثنا محمد بن نصر بن القاسم، قال:

حدّثنا أحمد بن عمرو بن السراج [3] ، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني [4] الليث بن سعد، قال: حدثنا عبد الله [5] بن أبي جعفر، عن عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن مروان:

أنه وفد على سليمان بن عبد الملك. قال: فنزلت على عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز وهو عزب، فكنت معه في بيته، فلما صلينا العشاء وأوى كل رجل منا إلى فراشه، فلما ظن أن قد نمنا قام [إلى] [6] المصباح فأطفأه وأنا أنظر إليه، ثم جعل يصلي حتى ذهب النوم. قال: فاستيقظت وهو يقرأ: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ مَا كانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ 26: 205- 207 [7] . ثم بكى ثم رجع إليها ثم بكى ثم لم يزل يفعل حتى قلت سيقتله البكاء، فلما رأيت ذلك قلت: سبحان الله والحمد للَّه، كالمستيقظ من النوم لأقطع ذلك عنه، فلما سمعني ألبد فلم أسمع له حسا.

أخبرنا عبد الوهاب ويحيى بن علي، قالا: أخبرنا عبد الله بن أحمد السكري، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قال: حدّثنا [8] حمزة بن القاسم الهاشمي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015