الذي قلت إلا غضبا للَّه عز وجل ولرسوله، وما كنت لأزرأ عليه شيئا، فقال: شكر الله لك، إلا أنا أهل البيت إذا أنفذنا أمرا لم نعد فيه، فقبلها، وجعل يهجو هشاما وهو في الحبس، فكان مما هجاه به قوله:
أتحبسني بين المدينة والتي ... إليها قلوب الناس يهوى منيبها
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد ... وعين له حولاء باد عيوبها
توفي علي بن الحسين بالمدينة في هذه السنة، ودفن بالبقيع، وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
ومن العجائب: ثلاثة كانوا في زمان واحد، وهم بنو/ أعمام، كل واحد منهم اسمه عليّ، ولهم ثلاثة أولاد كل واحد اسمه محمد، والآباء والأبناء علماء أشراف:
علي بن الحسين بن علي، وعليّ بن عبد الله بن عباس، وعلي بن عبد الله بن جعفر.
أمه أسماء بنت أبي بكر. روى عن أبيه، وعن زيد بن ثابت، وأسامة، وأبي أيوب، والنعمان بن بشير، وأبي هريرة، ومعاوية، وابن عمر، وابن عمرو، وابن عباس في آخرين، وكان فقيها فاضلا يسرد الصوم، مات صائما.
أَخْبَرَنَا إسماعيل بْن أَحْمَد السمرقندي، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن هبة اللَّه الطبري، قَالَ: أَخْبَرَنَا محمد بن الحسين بْن الفضل، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن درستويه [2] ، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن سفيان، قال: حدثني سعيد بن أسد، قال: حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، قال:
كان عروة بن الزبير إذا كان أيام الرطب ثلم حائطه، فيدخل الناس فيأكلون ويحملون، وكان إذا دخله ردد هذه الآية فيه حتى يخرج منه: وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ 18: 39 [3] .