ينشق نور الهدى عن نور غرته ... كالشمس ينجاب عن إشراقها القتم [1]

مشتقة من رسول الله نبعته ... طابت عناصره [2] والخيم والشيم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ... بجده أنبياء الله قد ختموا

الله شرفه قدما وفضله [3] ... جرى بذاك له في لوحه القلم

وليس قولك: من هذا؟ بضائره ... العرب تعرف من أنكرت والعجم

كلتا يديه غياث عم نفعهما ... يستوكفان ولا يعروهما العدم

سهل الخليقة لا تخشى بوادره ... يزينه اثنان حسن الخلق والشيم

حمال أثقال أقوام إذا فدحوا ... رحب الفناء أريب حين يعتزم

عم البرية بالإحسان فانقشعت ... عنه الغيابة والإملاق والعدم

من معشر حبهم دين وبغضهم ... كفر وقربهم منجى ومعتصم

إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم ... أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم ... ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت ... والأسد أسد الشرى والبأس محتدم

لا ينقص العسر بسطا من أكفهم ... سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا

يستدفع السوء والبلوى بحبهم ... ويسترب به الإحسان والنعم

مقدم بعد ذكر الله ذكرهم ... في كل بدء ومختوم به الكلم

يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم ... خيم كريم وأيد بالندى هضم

أي الخلائق ليست في رقابهم ... لأوّليّة هذا أو له نعم

ما قال لا قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاءه نعم

من يعرف الله يعرف أولية ذا ... الدين من بيت هذا ناله الأمم

قال: فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان- بين مكة والمدينة. وبلغ ذلك علي بن الحسين، فبعث إلى الفرزدق باثني عشر ألف درهم، وقال: أعذر أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به، فردها الفرزدق وقال: يا ابن رسول الله ما قلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015