أَضْرِبُ بِسَيفِي، اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ أَنْ أَقِيَهُ بِنَفْسِي كُلَّ شَيْءٍ، وَلَوْ لَقِيتُ تِلْكَ السَّاعَةَ أَبِي لَوْ كَانَ حَيًّا لأَوْقَعْتُ بِهِ السَّيْفَ، فَلَمَّا [1] تَرَاجَعَ الْمُسْلِمُونَ وَكَرُّوا كَرَّةً وَاحِدَةً [2] ، قَرُبَتْ بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَوَى عَلَيْهَا فَخَرَجَ فِي أَثَرِهِمْ حَتَّى تَفَرَّقُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَرَجَعَ إِلَى مُعَسْكَرِهِ/ فَدَخَلَ خِبَاءَهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا شَيْبَةُ [3] ، الَّذِي أَرَادَ اللَّهُ بِكَ خَيْرٌ مِمَّا أَرَدْتَ بِنَفْسِكَ» ، ثُمَّ حَدَّثَنِي بِكُلِّ مَا أَضْمَرْتُ فِي نَفْسِي مِمَّا لَمْ أَكُنْ أَذْكُرُهُ لأَحَدٍ قَطُّ، فَقُلْتُ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا الله وأنك رسول الله، ثُمَّ قُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ. قال الواقدي: كان عثمان بن أبي طلحة يلي فتح البيت إلى أن توفي، فدفع ذلك إلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، وهو ابن عمه، فبقيت الحجابة في ولد شيبة.
صحب رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ، وروى عنه، ولم يزل بالمدينة إلى عهد عمر، ثم تحول إلى دمشق فابتنى بها دارا، وتوفي بها في خلافة يزيد [بن معاوية] [5] ، وإليه أوصى.
تزوجها في عمرة القضية بسرف، بعد أن خرج من مكة، وبنى بها هناك، واتفق أنها ماتت هناك في هذه السنة.
قتل عقبة يوم بدر صبرا، وأسلم الوليد يوم فتح مكة، وبعثه رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم علي صدقات بني المصطلق وخزاعة، وكانوا قد أسلموا وبنوا المساجد بساحاتهم، فخرجوا