135/ ب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وكان يسكن جبل مزينة ويأتي/ المدينة كثيرا.
وتوفي فِي هذه السنة وَهُوَ ابْن ثمَانين سنة.
شهد المريسيع والحديبية، وبعثه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قريش على جمل له يقول:
إنما جئنا معتمرين ولم نأت لقتال، فعرفوا جمل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأرادوا قتال خراش فمنعه من هناك من قومه، فرجع وأخبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما لقي، وقَالَ: ابعث أمنع مني، فدعا عمر فقَالَ: يا رسول الله، قد عرفت قريش عداوتي لها، وليس بها من بني عدي من يمنعني، فإن أحببت دخلت عليهم، فلم يقل لهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا، فقَالَ عمر: لكني أدلك على رجل أعز مني بمكة وأكثر عشيرة، وأمنع: عثمان، فدعاه، فبعثه إليهم.
وخراش هو الذي حلق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وحلقه أيضا فِي عمرة الجعرانة، وما زال يغزو مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أن قبض، ومات فِي آخر خلافة معاوية.
أسلم قبل غزاة المريسيع، وشهدها مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان يومئذ على ساقة الناس من ورائهم، واتفق أن عقد عائشة ضاع، فأقامت على التماسه، فرحل القوم، فجاء صفوان فرآها، فأناخ بعيره، فركبت، فلحق بها الجيش، فتكلم أهل الإفك، فحلف صفوان لئن أنزل الله عذره ليضربن حسان بن ثابت بالسيف. فلما نزل العذر ضرب حسان بن ثابت بالسيف على كتفه، فأخذه قوم حسان، وأتوا به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدفعه إليهم ليقتصوا منه، فلما أدبروا بكى رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم، فقيل لهم: هذا 136/ أرسول/ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبكي. فترك حسان ذلك لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقَالَ النبي عليه السلام: دعوا حسان، فإنه يحب الله ورسوله، وأعطى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حسانا شبرين عوضا. ثم شهد صفوان الخندق، والمشاهد بعدها، وكان مع كرز بن جابر فِي طلب العرنيين الذين أغاروا على لقاح رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وتوفي بشمشاط فِي هذه السنة.