شهد أحدا والخندق والحديبية وخيبر، ودليت عليه يومئذ رحى فأصابت رأسه، فمكث ثلاثا ثم مات، وقبر هو وعامر بن الأكوع في قبر واحد في غار هناك] [1]
خرج مع قومه إلى بدر وهو على دينهم، فأسره عبد الله بن جحش، فقدم في فدائه أخواه: خَالِد، وهشام، فافتكّاه بأربعة آلاف، وأبى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ يفديه إلا بشكة أبيه، وكانت درعا فضفاضة وسيفا وبيضة، فأقيم ذلك مائة دينار. فلما قبض ذلك خرجا بالوليد حتى بلغا ذا الحليفة فأفلت [منهما] [3] فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له خالد: هلا كان هذا قبل أن تفتدي وتخرج مأثرة أبينا [من أيدينا] [3] ، قال: ما كنت لأسلم حتى أفتدى، ولا تقول قريش: إنما اتبع مُحَمَّدا فرارا من الفداء.
فلما دخل مكة حبسوه، وكأن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهمّ أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة» ، ثم أفلت الوليد فقدم المدينة، وبها توفي في هذه السنة، فقالت أم سلمة:
يا عين بكي للوليد ... بن الوليد بن المغيرة
كان الوليد بن الوليد [4] ... أبو الوليد فتى العشيرة
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا تقولي هكذا، ولكن قولي: وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ 50: 19 [5]
[أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّارُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو