ذلك إليك في ستر، وإعلامك بما فيه من النقص، فإن أولئك أنصح أوليائك ومظاهريك)).
((وانظر عمالَك الذين بحضرتك وكُتَّابَك، فَوَقِّتْ لكل رجل منهم في كل يوم وقتًا يدخل فيه بكتبه ومؤامرته وما عنده من حوائج عمالك وأمور الدولة ورعيتك. ثم فَرِّغْ لما يُورد عليك من ذلك سمعَك وبصرك وفهمك وعقلك، وكرر النظرَ فيه والتدبرَ له، فما كان موافقًا للحق والحزم فأَمْضِه، واستخر الله (عز وجل) فيه، وما كان مخالفًا لذلك فاصرفه إلى المسألة عنه، والتثبت منه)).
((ولا تمنن على رعيتك ولا غيرهم بمعروف تؤتيه إليهم. ولا تقبل من أحد إلا الوفاء والاستقامة والعون في أمور المسلمين، ولا تضعن المعروف إلا على ذلك)).
((وتفهم كتابي إليك، وأمعن النظر فيه والعمل به.
واستعن بالله على جميع أمورك واستخره؛ فإن الله (عز وجل) مع الصلاح وأهله. وليكن أعظم سيرتك وأفضل رغبتك ما كان لله (عز وجل) رضًا، ولدينه نظامًا، ولأهله عزًّا وتمكينًا، وللملة والذمة عدلاً وصلاحًا.
وأنا أسأل الله (عز وجل) أن يحسن عونك وتوفيقك ورشدك وكِلاءتك، وأن يُنزل عليك فضله ورحمته بتمام فضله عليك وكرامته لك؛ حتى يجعلك أفضلَ مثالك نصيبًا، وأوفرهم حظًّا،