لها: عصام، ذات عقل ولسان، وأدب وبيان، وقال لها: اذهبي حتى تعلمي لي علم ابنة عوف.
فمضت حتى انتهت إلى أمها، وهي أمامة بنت الحارث، فأعلمتها بما قَدمَتْ له.
فأرسلت أمامة إلى ابنتها، وقالت: أي بنية! هذه خالتك، أتتك لتنظر إليك، فلا تستري عنها شيئًا إن أرادت النظر من وجه أو خلق، وناطقيها إن استنطقتك.
فدخلت إليها، فنظرت إلى ما لم تر قط مثله!
فخرجت مِن عندها وهى تقول: ((ترك الخِداع مَنْ كَشَفَ القناع))، فأرسلتها مثلاً.
ثم انطلقت إلى الحارث، فلما رآها مقبلة قال لها: ما وراءك يا عصام؟
قالت: ((صَرَّح المَحْضُ عن الزبد)) (?). رأيت جبهة كالمرآة المصقولة، يزينها شعر حالك كأذناب الخيل، إن أَرْسَلَتْه خِلْتَه (?) السلاسل؛ وإن مشطته قلتَ: عناقيد جَلاَها الوابل.
وحاجبين (?) كأنما خُطَّا بقلم، أو سُوِّدا بِحُمَم (?).
تقوسا علي مثل عين ظَبْيَةٍ عَبْهَرَة (?).