عن العتبي قال:
سمعت أعرابية توصي ابنًا لها، فقالت:
((عليك بحفظ السر، وإياك والنميمة؛ فإنها لا تترك مودة إلا أفسدتها، ولا ضغينة إلا أوقدتها)). ["روضة العقلاء" لابن حبان"].
قال نوح: رأيت امرأة تأتي أبا عبد الله البراثي فتجلس تسمع كلامه ولا تكاد تتكلم، ولا تسأل عن شيء، فقلت لها ذات يوم: لا أراك - يرحمك الله - تتكلمين، ولا تسألين عن شيء! فقالت: ... "قليل الكلام خير من كثيره إلا ما كان من ذكر الله (عز وجل)، والمنصت أفهم للموعظة، ولن ينصحك امرؤ لا ينصح نفسه، وجملة الأمر يا أخي: إن أردت الله بطاعة، أرادك الله برحمة، وإن سلكت سبيل المعرضين فلا تلم إلا نفسك إذا صرت غدًا في زمرة الخاسرين ".
قال: ثم استبكت فقامت.
وسمعتها تعظ ابنها يومًا وتقول:
((ويحك يا بني! احذر بطالات الليل والنهار، فتنقضي الأعمار، وأنت غير ناظر لنفسك، ولا مستعد لسفرك. ويحك يا بني! ما من الجنة عِوض، ولا في ركوب المعاصي ثمن من حلول النار.
ويحك يا بني! مهد لنفسك قبل أن يحال بينك وبين ذلك، وجِد قبل أن يجد الأمر بك، واحذر سطوات الدهر، وكيد الملعون عند