فقالوا: بل كنت والدًا، وكنت مؤدبًا.
فقال: ((أغفرتم لي ما كان من ذلك؟))
قالوا: نعم.
فقال: ((اللهم اشهد)).
ثم قال: ((أما الآن فاحفظوا وصيتي:
أُحَرِّج على كل إنسان منكم أن يبكي، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجده فيصلي ركعتين، ثم يستغفر لعبادة ولنفسه، فإن الله (تعالى) قال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة:45].
ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تتبعوني بنار)) {"الزهد" للإمام هناد بن السري}.
عن أبي جعفر الخَطْمي (رحمه الله) أن جده عمير بن حبيب - وكان بايع رسول الله - أوصى بنيه، فقال لهم:
((أي بَنِيَّ! إياكم ومخالطةَ السفهاء؛ فإن مجالستهم داء، وإنه من يَحْلُمْ عن السفيه يُسَرَّ بحِلمه، ومن يُجِبْه يندم، ومَن لا يَقَرَّ بقليل ما يأتى به السفيه؛ يَقَرَّ بالكثير.
ومن يَصبر على ما يكره، يُدرك ما يحب.