أنشدنا أبو الليث، أنشدنا أبو الحسن الفارسي لنفسه:
إن الذي بالكبرياء ارتدى ... وعز في سلطانه سرمدا
لو لم تكن نار ولا جنة ... لكان يستوجب أن يعبدا
كان فقيها، فاضلا، عفيفا، خيرا، كثير العبادة، انعزل عن الخلق، وتخلى في بيته لعبادة ربه، وما كان يخرج منه، ووصلت إليه بجهد جهيد، وبعد التردد والدق الكثير، ما فتح الباب، ولم يكن في داره أحد، فصعد واحد السطح، ونزل في شجرة في وسط داره، وفتح الباب ودخلنا، وكان في بيت داره قاعدا مستقبلا القبلة، فسلمنا عليه ورد السلام، وقال: ما حاجتكم؟ قلنا: نريد أن نقرأ عليك أحاديث فأجاب، وقرأنا عليه ثلاث أوراق من حديث الأصم، بروايته عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن