الرواية:

أبنا أبو القاسم الجنيد بن محمد الصوفي، بقراءتي عليه، أبنا أبو الفضل محمد بن أحمد الطبسي الحافظ بقاين، أبنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي، سمعت أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار القرشي، يقول: دخلت مع خالي بغداد سنة ثلاث وثلاث مائة، وبغداد تغلي بالعلماء والأدباء والشعراء، وأصحاب الحديث وأهل الأخبار، والمجالس عامرة، وأهلها متوافرون، فأردت أن أطوف المجالس كلها، وأخبر أخبارها، فقيل لي: إن هاهنا شيخا يقال له: أبو العبرطز، من أهل. . . . . . . أملح الناس، يحدث بالأعاجيب، فقلت لخالي: مل بنا ندخل على الشيخ.

فقال: إنه مهوس، يضحك منه الناس، فارتحلنا من بغداد، ولم ندخل عليه، وكنت أجد في القلب من ذلك ما أجد، حتى إذا كان انحداري من الشام بعد طول من المدة، وامتداد من الأيام والأعوام، وتوفي خالي، فلما دخلت بغداد، فأول من سألت عنه، سألت عن أبي العبرطز، فقيل: يعيش، وله مجلس، فقمت وعمدت إلى الكاغذ والمحبرة، وقصدت الشيخ، فإذا الدار مملوءة من أولاد الملوك والأغنياء وأولاد الهاشميين، بأيديهم الأقلام يكتبون، وإذا مستمل قائم في صحن الدار، وإذا شيخ في صدر الدار، ذو جمال وهيئة، قد وضع في رأسه طاق خف مقلوب،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015